بسم الله الرحمن [size=24]الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله في أختنا الفاضلة فاطمة الزهراء , ذات القلم الواعد , لا حرمنا الله من نزفه أبدا أبدا أبدا
أختي الفاضلة كما قالت أختي المتمرسة موضوع مستنهظ
قد مر زمن غير يسير على كتابته
رايته , قرأاته في أول يوم نُشر فيه و الله على ما أقول شهيد
فتحته أكثر من اربع مرات في أول ايام نشره محاولا نقاشه إلا أني تراجعت لسببين , لا داعي لذكرهما
و فوق ذلك لم أحب أن أستقبلك أختي بهذه المعارضة رغم أن موضوعك لا يتظمن وجهة نظرك الخاصة و إنما هو على شاكلة سؤال مطروح
حيث أنك طرحت الموضوع أول ايام رجوعك لنا بعد غيبة طويلة
اختي الفاضلة فاطمة الزهراء
أختي المتمرسة أدلت بعنوان لفكرتها
و أخي الوسيم كذلك و أظن من خلال ما قرأت لك أن لك نفس الفكرة
لا عيب في بكاء الرجل
بعد هذا يدخل هذا العطار ليسفه أحلامكم و يقلب عليكم المواجع برأيه المتعصب ههههه
هههه
أختي الفاضلة
من ناحية الفكرة لا أخالكم جميعا أنت و أختي المتمرسة و أخي الوسيم إلا أنكم عبرتم على فكرة أنا بدوري أومن بها
و هي أنه لا عيب في بكاء الرجل
لكن الفرق أني لا أحب تعميم الكلام رغم أني أعرف الآن أن المتمرسة ستدخل لتقول و من قال لك أني عممت الكلام رغم أني لم أجب بعد على الموضوع
لكني أعرف رأي أختي المتمرسة جيدا نظرا لكثرة ما قرأت لها فلا داعي أن أستثنيك أختي من الكلام
هههه
أرأيتم ماذ فعل هذا العطار الثرثار
نصف ساعة من الكاتبة و لم يدل بدلوه بعد
أقول أني من جهة الفكرة فأومن بها بحدودها و هذا ما لم أستطع إستشفافه لا في الموضوع و لا في الردود
و ردي هو
تفصيل ولو قيليل شيئا ما عن الحب و الدمع
الحب إحساس رائع يتسلل إلى قلوبنا من حيث لا ندري و يتمكن منها بحيث يشغل مساحة تكاد تخنق باقي الأحاسيس في زاوية ضيقة منه و لا يكون ذلك بحق إلا إذا كان حبا حقا
و أظنك أختي قد تابعت أطول نقاش في واحد من أطول المواضيع
الحب بين الشريعة و الحياة -و هناك قد أدليت بكل ما يمكنني أن اصف به هذا الإحساس حيث لا مجال هنا لتلك الأفكار لأن الموضوع يعالج نتيجة قد يكون الحب سببا لها
ثانيا
الدمع
لا يختلف إثنان أن كل إنسان دمعته غالية عليه و لايجب إفاضتها إلا بحق هذا إذا ما إستثنينا الأطفال لأن دموعهم غالية على من هم أكبر منهم بدافع حبهم لهم
نلاحظ هنا أن كلمة حق تكررت و ستتكرر كثيرا و هي تأخذ مكانها بقوة في هاتين الناحيتين
الحب
الدمعة
كلاهما لا يجب إلا أن يكون بحق
حسب ما فهمت من الموضوع أنه لا يتطرق إلا لنوع واحد من الحب ألا و هو حب الجنسين لبعضهما
هنا كثيرا ما تتفرع مثل هذه النقاشات لتعالج باقي أنواع الحب و هذا أمر غير مرغوب فيه بحيث نجد أن الكاتب قد حدد مسار موضوعه
و هنا إن شاء الله يجب علينا أن نلتزم بما حدده الموضوع إلا للإستدلال
إذا ما أمعنا النظر سنجد هذا النوع من الحب يحتل المكانة الأخيرة من حيث التوقيت الزمني له ويسبقه كذلك حب الأطفال , فرغم أنهم ليسوا ابناءنا إلا أننا نحبهم لبراءتهم و ما إلى ذلك , و مع أنه يحتل المكانة الأخيرة نراه مختلفا كثيرا عما سبقه و بالتالي قد يحتل مكانة أكبر حسب إعتقاد كل فرد بأنواع الحب السابقة له , فبه تظهر تضحيات أخرى و مواجع أخرى و آهات أخرى
وكما أن مرتبة هذا الحب هي الأخيرة نجد أن أنواع الدموع كثيرة و سابقة لدمعة الحب المقصود في موضوعنا هذا
ورغم تأخرها في الظهور إلا أننا نجدها أحيانا أكثر مضاضة و عذابا و قسوة و إيلاما
قد نستخلص مما سبق من الكلام أن الحب بجميع أنواعه لابد و أن تكون له علاقة بالدمع و هذا في جميع الأحوال حتى في حالة الدمع الصادر من طفل بحث قد نجد الطفل يعبر عما يحب إمتلاكه بالدمع حتى لو أنه اراد أن يجلس في حجر أمه يقدم طلبه هذا بدمعة مخادعة أحيانا لكن دافعه هو حب فعل ذلك
من يسمع هذا الكلام يقول
هذا دليل على أن حب الرجل للمرأة واجب عليه تتويجه بالدمع ما دام الحب دافع أساسي للدمع
لكن لا يجب علينا أن لا ننسى أن هناك أمورا متشابكة في هذه الحياة قد تلعب كلها دورا محوريا في كينونة حدث ما و لا يصح القيام بعمل ما مع سقوط عنصر من العناصر
و على ضوء هذا أقول
ان الرجل بإمكانه أن يبكي
و المرأة التي اصبحت لا ترى عيبا في بكائها بل و هو الشيء الوحيد المتاح أمامها كذلك يلزمها إستيفاء شروط البكاء
ألم نتفق في الأول على أن كل إنسان دمعته غالية عليه و لا يجب إفاضتها إلا بحق
و هذه الكلمة هي التي يجب أن تكون محور نقاش مثل هذه المواضيع
و بدونها - أي كلمة حق - سندخل في مغالطات و تبريرات لا طائل منها
لهذا أنا أعتبر أنه من العيب على الإنسان البكاء سواء ذكر أو أنثى بدون إستيفاء الشروط و الدوافع اللازمة بحق لتلك الدمعة الغالية
فمن الذي أدخل في أدمغتنا فكرة أن المرأة معروفة بالبكاء و على هذا فهي لا تتخجل و من الطبيعي أن تبكي على حبها أو محبوبها
إن كانت لا تخجل فبالله عليكم كم من مرة رأينا إمرأة تهيم بوجهها في الشوارع باكية ثاكلة حبها
عن نفسي لم أر مثل هذا المنظر قط .
و ما قد يكون أن المرأة التي تحب بحق إن أخرجت دمعتها فإنها ذات كبرياء , و تستحي أن تفقد هذا الكبرياء أمام الناس و بالتالي فهي لا تظهر هذه الدمعات المباركة إلا في حضرة صديقة مقربة أو أم عطوف أو أخت ودود
دعوني هنا أركز على المرأة فقط
و إن بدا لنا أن لها الحق في البكاء على أي تفاهة تتعرض لها قد نقبل هذا على الرجل
و إن بدا لنا العكس فالرجل أولى ألا يبكي إلا بحق
وقبل الغوص في الحديث عن حق النساء في إفاضة الدمع الحق أحب أن استثني كل منافقة تظهر لنا على شاشة التلفيزيون ترثي بدمعات منافقة حبيبها , ألم تجد مكانا غير هذا لتقدم إشهارها ؟
أنا مثل هذا النوع لا أحشره في نقاشي
لكني أتكلم عن الحب الطاهر النقي التقي الحق
و الدمع الصافي التقي النقي الحق
وليس في كل الحالات يخرج الدمع بعد هجران حبيب أو خيانته
بل هذا ما إستطاعت قنواتنا حشو أدمغتنا به حتى بتنا لا نرى إلا أفكارهم في منتديات المسلمين
و الأصح
قد يفيظ الدمع بمجرد شوق المرأة لزوجها و هذا حق
قد يفيظ بمجرد سماع كلمة عنه من أحد أقربائها
و هذا حق
قد يفيظ لأسباب كثيرة نبيلة جميلة عذبة تخالج نفس المرأة تجاه محبوبها
وكل هذا حق
و كل هذا حب حق
و كل هاته دمعات حق
هنا الإشكال
هل كل دمعة تخرجها المرأة دمعة حق ؟
أم أن جل من نراهن الآن و نراهم الآن يبكون و يتباكون , يبكون بحق ؟
لو كانوا أو كنَّ كذلك لما وجدنا كتابات تدنس الصفحات بالآلاف
لأنه من المفروض أن الكرامة تمنعنا من هذا
قصائد لا تحصى و لا تُعد
مواويل ليس لها حد
و كلها دموع و رثاء و نذب
ماهذه المسخرة ؟ هل هذا حق
برأيي لا
و بالتالي فلتسقط أي دمعة كهاته و لتبك أي إمرأة كهاته ولينُح كل معتوه من هذا النوع
فما ليس بحق فليزهق رخيصا , لا علاقة لنا به
نعود للدمعة الحق و الأمثلة على ذلك كثيرة
تلك دمعة من المستحيل أن تكون غير مصحوبة بكبرياء , و بعدها يحفر جروح من الصعب مداواتها في حالة الخيانة و هذا شيء وارد
و في الإتجاه المعاكس نرى الريح اي ريح
تهب و تلعب بمشاعر من يظنون أنهم يحبون لمجرد انهم تكلمو مدة ساعة على التيلفون ليبكون بعدها و يبكون ثم بعد قليل ينفصلون ليبحثوا عمن و مع من يبكون
فأين الكبرياء هنا و أين رائحة الحق
فأي رجل يبكي على أساس الحق فلا عيب
كأن يأخذه الشوق لزوجته فيفتكرها و تسيل عينه
و أي رجل تفيظ عينه لمجرد أن حبيبته قد أذاها أحد اقربائه بكلام ولا يريد تشنيج العلاقة بين الأهل فهذا ليسا عيبا
لكن كما هي شروط المرأة ستكون شروط الرجل أكثر و أكبر في تقنين البكاء و أهمها الكرامة بضوابطها الحازمة
هنا كما نرى تشترك المرأة مع الرجل في ضوابط البكاء الحق
فهل تسمح لرجل أو إمرأة كرامتهما النواح و العويل على اي منظر تافه أو عارض صغير
في كثير من الأحوال تكون مواجهةُ كثير من الأمور أجدى و أجذر من الإنزواء و البكاء اللهم إلا إذا كانت للمواجهة عواقب فيحبذ تركها و ترك البكاء ما إستطاع المرء لذلك سبيلا مخافة إعتياد تلك العادة و هي قبيحة لا محالة كما أنها تورث الضعف عند التعود عليها
و هذا الكلام سواء للمرأة أو الرجل
هنا يا سادة يا كرام يجب علينا التفكير في المساواة
المساواة في المشاعر الصادقة الطاهرة الزكية حتى نتخلص من معالجة قشور القضايا
ربما إن شاء الله لي رجعة فقد سرقني الوقت حتى تعدى منتصف الليل بساعتين
دمتم بكل الود
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته