احتلت المراة المكانة الاولى في عالم الاناقة والجمال وباتت الشغل الشاغل لدور الازياء ومصممي الموديلات لتنال رضا واعجاب السيدات والانسات وشركات مستحضرات التجميل واصحاب محال أدوات الزينة والاكسسوارات والتحفيات والانتيكات وتفنن الصائغون في صياغة الحلي والمجوهرات وبرز في الاونة الاخيرة طب الاعشاب الذي يحافظ على صحة وجمال المراة ،حتى ان تكاليف تزيين العرائس وصل الى أرقام خيالية .. في المقابل كان الرجل يحاول اقناع نفسه بان الزينة خلقت للنساء وانه ولثقته العالية بنفسه لن يعيرالموضوع اهمية كبيرة بقدر تعلق الا مر بدفع فواتير المحلات التي يزورها برفقة زوجته .
منح الله عز وجل المرأة على القدرة والتحمل في بناء الاسرة ونلبية متطلبات الزوج والاطفال ،و تحرص المرأة على ترك بصماتها في كل زاوية من زوايا المنزل ، وتتفنن في ترتيب وتنظيم الاثاث وتخترع الديكورات لتفاجئ بها زوجها حين عودته مساءا ،وتنافس جارتها في طريقة تنظيف البيت والحملات اليومية او الموسمية كما تنافسها الذوق في أختيار الملابس وتناسقها لها ولاطفالها .
المعروف والمتبع ان المراة هي صاحبة الذوق والتنظيم في أمور المنزل وأركانه ،ولكن ثبت مما لا يقبل الشك وبشهادة كثير من السيدات ان الرجل أدق تنظيما وأكثر ترتيبا وأناقة منها ،ما رائكم بجولة سريعة بين صفوف النساء بين مؤيد ومعارض لهذه النظرية التي وجدت طريقها الى النور....
أعاني من الفوضى اليومية
السيدة أم مصطفى وهي موظفة أبدت استغرابها من هذه النظرية وقالت : كيف يكون الرجل أكثر تنظيما وأناقة اذا كنت أقضي يوم العطلة كله في أعادة ترتيب البيت وحاجيات الاب والاولاد ولوازمهم ، حتى الكتب أنا من يرتبها في المكتبة ، أما ملابس الدوام فحدث ولا حرج فان وعند عودتي من الدوام أجد التلول المتلتلة من الملابس مرمية هنا وهناك بعضها للاطفال وبعضها للزوج (المنتظم) الذي تدافعون عنه وحين أعيد كل شيء الى مكانه ينزعج (حضرته) وتثور ثائرته ان لم يعثر على احد لوازمه ويتهمني بالفوضى وعدم الترتيب بقوله (فيس من برأس من محد يعرف) .
زوجي أكثر تنظيما لادواته
كان رأي السيدة أم علي مؤيدا وبأصرار على ان الرجل أكثر تنظيما ولكن في حدود الامور التي تخصه ، بحيث لو وجد (قشة) لا تعود له رماها دون مبالاة وهي ما تسميه بالانانية العصرية ، وهو أي الزوج لا يسمح لي باشراكه في العمل الشعبي الذي انظمه يوم العطلة بحجة انه قد نظم أغراضه ولم يسبب أية فوضى وليس من حقي ان اتضجر او اشتكي من التعب ، انا لا انكر ان الرجل اكثر دقة في تنظيم الاغراض ولكن في حدود لوازمه الخاصة به ، ماذا يحدث له ان قام بجمع الملابس المتناثرة والمبعثرة ووضعها في احدى الغرف لحين عودة (الخادمة) من العمل لتقوم بترتيبها او تنظيفها ، الا يمكنه -على الاقل - يرفع أطباق الطعام من على المائدة ولا أقول غسلها -لا سامح الله - رغم علمي بقيام بعض الازواج بغسل الصحون بدل زوجته في حالة مرضها .
لماذا لا نتقاسم العمل
أثارت السيدة نوال مسألة مهمة وهي رفض الكثير من الرجال ابداء المساعدة في حملات التنظيف الموسمية خصوصا ونحن مقبلون على موسم الصيف وعلى سيدة المنزل رفع الزوالي من الارض وتنظيفها وغسل البطانيات وكل لوازم الشتاء الثقيلة ويحتجون بان هذا من اختصاص المراة وانه من العيب ان يشاركها عملها او يعده انتقاصا لرجولته وشخصيته القوية ، وقالت : ان ديننا الاسلامي حث على أشتراك الجميع بالعمل ومساعدة الضعيف ومن هو أضعف من المرأة لا يتحمل ثقل الاغراض الكبيرة واذا ما أشتكت من التعب والالم وعجزت عن تقديم وجبة طعام واحدة اعتبر ذلك تمردا وتقصيرا بواجبات الزوجية اوعقابا له لعدم مساعدته لها اثناء العمل .
الشباب أول من يفر من العمل
كان حديث السيدة ام محمد مملوءا بالمرح ولكنها عبرت عن معانتها الحقيقية مع اولادها المراهقين فقالت: أول من يفر من العمل هم الشباب (ما شاء الله) أخاف عليهم من الحسد أربعة شباب يملأون البيت ولكن في المهمات الصعبة لا تجد خيال أحدهم ( في الهزيمة كالغزال) .. وأبقى وحدي انظف وأرتب أغراضهم المبعثرة بعد خروجهم من البيت ولا أدري لما كل هذه الزينة والاناقة ورش قنينة العطركلها هل مدعون الى حفلة وانا لا اعلم . وعندما أطلب مساعدتهم في العمل يتضجرون ويتهمونني بعدم انجابي أخت لهم لمساعدتي يعنون (خادمة ثانية). ترى كيف سازوجهم وكيف سيتحملون مسؤوليات كبيرة في المستقبل ؟! ربما سيكونون أكثر لطفا مع زوجاتهم ،اتمنى ان يطيل الله في عمري لاراهم يغسلون الثياب والصحون بدل زوجاتهم العزيزات .
أعيش حالة من الازدواجية
ذكرت لنا الانسة رواء انها تعاني من تناقض الاجيال اذ انها تتعايش مع حالتين متضادتين هما (حالة الانتظام التام) و(حالة الفوضى التامة) في البيت الواحد ، حيث قالت : والدي رجل منتظم جدا يضع كل شيء في مكانه المخصص ، حتى عندما يعود مساءا فانه يعلق ملابسه في مكانها ويحتفظ بكل أوراقه ولوازمه في مكان واحد ولا يسمح لاحد بالتدخل بشؤونه أو محاولة ترتيب الاوراق الخاصة به ولا يرضى تنظيم أحد، وأعترف باننا جميعا لا نصل الى مستوى تنظيمه ليس فقط في موضوع اللوازم بل في كل الامور حتى في حل النزاع الذي يحدث بين أقاربنا فانه الشخص الوحيد الذي يلجأ اليه أفراد العشيرة ، وبالفعل تمكن من حل العديد من حالات المشاحنات بطريقة الحوار وأسلوب الاقناع والتفاهم .
بينما أخي الوحيد فأنه يأتي بتصرفات مغايرة تماما لما يقوم به والدي فأغراضه مبعثرة وأوراقه المتعلقة بعمله وغالبا ما يفقد أحدى بل وأهم هذه الاوراق .. فتبدأ حالة الانذار في عموم البيت بعد موجة من العصبية والصياح والقاء اللوم على الجميع وخاصة زوجته والاتهام بعدم الاهتمام بشؤونه والتقصير في ادارة البيت وتنظيم أموره .. نقوم بالبحث عن ورقة لطالما شاهدنا في يده أو مرمية تحت السرير او في احد الأماكن التي لا تعد صالحة لحفظ مثل هكذا أمور مثلا في أحد الاقداح الزجاجية داخل مكتبة المطبخ اوفوق الثلاجة او بين لعب الاطفال !!وتنتهي حالة الطوارئ بالعثور على الورقة المفقودة ، وتذهب وصايا والدتي له باتباع منهاج والدي في الحياة وفي تنظيم أوقاته وأغراضه أدراج الرياح.
للرجال رأيهم أيضا
بدأ السيد قصي حديثه بقوله صحيح ان مسألة تنظيم البيت والاهتمام بشؤونه هي من صميم واجبات المرأة ولكن هذا لا يعني التزمت بهذا القول الى الحد الذي يودي بالمراة الى الشعور بالغبن وأستغلال جهودها خصوصا عندما يكون عدد الذكور في البيت الواحد يفوق عدد الاناث .
أنا شخصيا عشت في بيت يضم خمسة بنين وبنت واحدة ، تصوروا ماذا يمكن ان تقدم هذه الفتاة من مساعدة لوالدتها في تدبير شؤون المنزل وكيف لها ان ترعى أخوتها الصغار أو تنظم أمور أخوتها الكبار الىجنب والدتها المتعبة ، اضطرت والدتي وتحت هذه الظروف القاسية الى اجبار أختي على ترك الدراسة للتفرغ لكل تلك الاعمال الملقاة على عاتقها . ما ذنب هذه الفتاة لتترك مقاعد الدراسة وتعتني بالاطفال والكبار على حد سواء ؟!!
بقيت أختي تعاني من حالة نفسية معقدة كلما سمعت عن احدى صديقاتها أخبارتتعلق بالتخرج من الجامعة والتعيين في دوائر الدولة والحصول على المراتب العليا والمناصب المرموقة في المجتمع ، حتى انها لم تحظى بفرص كبيرة في تقدم الشبان لخطبتها والسبب واضح ، الكل بدأ يبحث عن الخريجة المثقفة والمتعلمة وربما التي تتقاضى راتبا شهريا ، كل تلك الامتيازات انحرمت منها والسبب هو أسرتها ، لو كان هناك تعاون من قبل الجميع في تسيير وتيسير أمور البيت لما وصل بها الامر الى هذا الحال.
كل مختص بعمله
بينما كان رأي السيد خالد على متناقضا وناهضا لفكرة التعاون التي تحدث بها السيد قصي ، فقال : لقد خلق الله الحياة ووضع لها السنن ويجب ان نتبعها ، فمثلما الرجل مسؤول عن الانفاق على أسرته وتلبيه احتياجاتها رغم الظروف العصيبة التي يمر بها البلد ، كذلك فان المراة تقع عليها مسؤولية الاعتناء بالبيت والاطفال ، الا يكفي ما يلاقيه الرجل خارج البيت من متاعب في سبيل الحصول على لقمة العيش التي لاتفكر الكثير من النساء الا في كيفية انفاقها وتبذيرها على الملابس والمكياج ، فوق كل ذلك تريدونه ان يعمل داخل البيت وينظم أموره ولوازمه لماذا الزواج اذن ؟!! وما فائدة الزوجة ان لم تقم بما أمرها الله من الواجبات الزوجية ، تريدون حقوق وتنسون الواجبات !!
لاافراط ولا تفريط
ربما يكون رأي السيد صباح معتدلا بعض الشيء فقد ذهب الى وجوب مسك العصا من وسطها بقوله: اذا أراد الرجل ان يبقى سيد الموقف فعليه ان يجاري زوجته ويسمع شكواها دون ملل ، فهي محقة في كل ما تقول ، أعمال المنزل لا تنتهي والعناية الاطفال عمل شاق خصوصا السهر طول الليل ، فلنبدي قليلا من التعاون لشريكة الحياة ـ لا صرر في ان نقوم ببعض الأعمال فلن ينقص ذلك من رجولتنا أو ثقتنا بنفسنا ولا ننسى ان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرا فقال : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).
بعد طرح متباين من الاراء حول مسألة هل ان الرجل أكثر تنظيما من المرأة أستوقفتنا العديد من وجهات النظر. علينا توجيه العناية الى أمر بالغ الاهمية وهو أن المرأة كائن رقيق مثل الزهرة وعلى الرجل ان يحافظ عليه لكي يتمتع بمزاياها فهي التي تجعل الحياة داخل البيت أشبه بالجنة على الارض وهي في نفس الوقت يمكنها ان تحوله الى جحيم لا يطاق ان لم تحسن التعامل معها او تحاول تجاهلها او أستغلال جهودها .. يمكن وبكلمات جميلة وصادقة أن تحسسها بأهمية وجودها في حياتك دون التطرق الى مسألة ان كل ما تقوم به هو من صلب واجبها ولا فضل لها عليك وعلى أفراد أسرتك، فمثلما يكون لك الفضل في الانفاق على البيت ، فان لها الفضل في ديمومته ، وكما يقول الله سبحانه وتعالى)) ولا تنسوا الفضل بينكم )) .
واخيرا نقول لسيدات المنزل قد يتغلب عليكن الرجل في مسألة التنظيم ، ولا يمكن انكار ان قسما من الاعمال التي هي من صلب عمل المرأة يجيدها الرجال بل ويتفنون بها كالطبخ والخياطة وغيرها ، وكثيرا ما نسمع اعتراف المراة بان زوجها اكثر تنظيما منها في امورالبيت ولكنها لا تصرح بذلك بل تهمس به لزميلاتها في العمل !!!
منح الله عز وجل المرأة على القدرة والتحمل في بناء الاسرة ونلبية متطلبات الزوج والاطفال ،و تحرص المرأة على ترك بصماتها في كل زاوية من زوايا المنزل ، وتتفنن في ترتيب وتنظيم الاثاث وتخترع الديكورات لتفاجئ بها زوجها حين عودته مساءا ،وتنافس جارتها في طريقة تنظيف البيت والحملات اليومية او الموسمية كما تنافسها الذوق في أختيار الملابس وتناسقها لها ولاطفالها .
المعروف والمتبع ان المراة هي صاحبة الذوق والتنظيم في أمور المنزل وأركانه ،ولكن ثبت مما لا يقبل الشك وبشهادة كثير من السيدات ان الرجل أدق تنظيما وأكثر ترتيبا وأناقة منها ،ما رائكم بجولة سريعة بين صفوف النساء بين مؤيد ومعارض لهذه النظرية التي وجدت طريقها الى النور....
أعاني من الفوضى اليومية
السيدة أم مصطفى وهي موظفة أبدت استغرابها من هذه النظرية وقالت : كيف يكون الرجل أكثر تنظيما وأناقة اذا كنت أقضي يوم العطلة كله في أعادة ترتيب البيت وحاجيات الاب والاولاد ولوازمهم ، حتى الكتب أنا من يرتبها في المكتبة ، أما ملابس الدوام فحدث ولا حرج فان وعند عودتي من الدوام أجد التلول المتلتلة من الملابس مرمية هنا وهناك بعضها للاطفال وبعضها للزوج (المنتظم) الذي تدافعون عنه وحين أعيد كل شيء الى مكانه ينزعج (حضرته) وتثور ثائرته ان لم يعثر على احد لوازمه ويتهمني بالفوضى وعدم الترتيب بقوله (فيس من برأس من محد يعرف) .
زوجي أكثر تنظيما لادواته
كان رأي السيدة أم علي مؤيدا وبأصرار على ان الرجل أكثر تنظيما ولكن في حدود الامور التي تخصه ، بحيث لو وجد (قشة) لا تعود له رماها دون مبالاة وهي ما تسميه بالانانية العصرية ، وهو أي الزوج لا يسمح لي باشراكه في العمل الشعبي الذي انظمه يوم العطلة بحجة انه قد نظم أغراضه ولم يسبب أية فوضى وليس من حقي ان اتضجر او اشتكي من التعب ، انا لا انكر ان الرجل اكثر دقة في تنظيم الاغراض ولكن في حدود لوازمه الخاصة به ، ماذا يحدث له ان قام بجمع الملابس المتناثرة والمبعثرة ووضعها في احدى الغرف لحين عودة (الخادمة) من العمل لتقوم بترتيبها او تنظيفها ، الا يمكنه -على الاقل - يرفع أطباق الطعام من على المائدة ولا أقول غسلها -لا سامح الله - رغم علمي بقيام بعض الازواج بغسل الصحون بدل زوجته في حالة مرضها .
لماذا لا نتقاسم العمل
أثارت السيدة نوال مسألة مهمة وهي رفض الكثير من الرجال ابداء المساعدة في حملات التنظيف الموسمية خصوصا ونحن مقبلون على موسم الصيف وعلى سيدة المنزل رفع الزوالي من الارض وتنظيفها وغسل البطانيات وكل لوازم الشتاء الثقيلة ويحتجون بان هذا من اختصاص المراة وانه من العيب ان يشاركها عملها او يعده انتقاصا لرجولته وشخصيته القوية ، وقالت : ان ديننا الاسلامي حث على أشتراك الجميع بالعمل ومساعدة الضعيف ومن هو أضعف من المرأة لا يتحمل ثقل الاغراض الكبيرة واذا ما أشتكت من التعب والالم وعجزت عن تقديم وجبة طعام واحدة اعتبر ذلك تمردا وتقصيرا بواجبات الزوجية اوعقابا له لعدم مساعدته لها اثناء العمل .
الشباب أول من يفر من العمل
كان حديث السيدة ام محمد مملوءا بالمرح ولكنها عبرت عن معانتها الحقيقية مع اولادها المراهقين فقالت: أول من يفر من العمل هم الشباب (ما شاء الله) أخاف عليهم من الحسد أربعة شباب يملأون البيت ولكن في المهمات الصعبة لا تجد خيال أحدهم ( في الهزيمة كالغزال) .. وأبقى وحدي انظف وأرتب أغراضهم المبعثرة بعد خروجهم من البيت ولا أدري لما كل هذه الزينة والاناقة ورش قنينة العطركلها هل مدعون الى حفلة وانا لا اعلم . وعندما أطلب مساعدتهم في العمل يتضجرون ويتهمونني بعدم انجابي أخت لهم لمساعدتي يعنون (خادمة ثانية). ترى كيف سازوجهم وكيف سيتحملون مسؤوليات كبيرة في المستقبل ؟! ربما سيكونون أكثر لطفا مع زوجاتهم ،اتمنى ان يطيل الله في عمري لاراهم يغسلون الثياب والصحون بدل زوجاتهم العزيزات .
أعيش حالة من الازدواجية
ذكرت لنا الانسة رواء انها تعاني من تناقض الاجيال اذ انها تتعايش مع حالتين متضادتين هما (حالة الانتظام التام) و(حالة الفوضى التامة) في البيت الواحد ، حيث قالت : والدي رجل منتظم جدا يضع كل شيء في مكانه المخصص ، حتى عندما يعود مساءا فانه يعلق ملابسه في مكانها ويحتفظ بكل أوراقه ولوازمه في مكان واحد ولا يسمح لاحد بالتدخل بشؤونه أو محاولة ترتيب الاوراق الخاصة به ولا يرضى تنظيم أحد، وأعترف باننا جميعا لا نصل الى مستوى تنظيمه ليس فقط في موضوع اللوازم بل في كل الامور حتى في حل النزاع الذي يحدث بين أقاربنا فانه الشخص الوحيد الذي يلجأ اليه أفراد العشيرة ، وبالفعل تمكن من حل العديد من حالات المشاحنات بطريقة الحوار وأسلوب الاقناع والتفاهم .
بينما أخي الوحيد فأنه يأتي بتصرفات مغايرة تماما لما يقوم به والدي فأغراضه مبعثرة وأوراقه المتعلقة بعمله وغالبا ما يفقد أحدى بل وأهم هذه الاوراق .. فتبدأ حالة الانذار في عموم البيت بعد موجة من العصبية والصياح والقاء اللوم على الجميع وخاصة زوجته والاتهام بعدم الاهتمام بشؤونه والتقصير في ادارة البيت وتنظيم أموره .. نقوم بالبحث عن ورقة لطالما شاهدنا في يده أو مرمية تحت السرير او في احد الأماكن التي لا تعد صالحة لحفظ مثل هكذا أمور مثلا في أحد الاقداح الزجاجية داخل مكتبة المطبخ اوفوق الثلاجة او بين لعب الاطفال !!وتنتهي حالة الطوارئ بالعثور على الورقة المفقودة ، وتذهب وصايا والدتي له باتباع منهاج والدي في الحياة وفي تنظيم أوقاته وأغراضه أدراج الرياح.
للرجال رأيهم أيضا
بدأ السيد قصي حديثه بقوله صحيح ان مسألة تنظيم البيت والاهتمام بشؤونه هي من صميم واجبات المرأة ولكن هذا لا يعني التزمت بهذا القول الى الحد الذي يودي بالمراة الى الشعور بالغبن وأستغلال جهودها خصوصا عندما يكون عدد الذكور في البيت الواحد يفوق عدد الاناث .
أنا شخصيا عشت في بيت يضم خمسة بنين وبنت واحدة ، تصوروا ماذا يمكن ان تقدم هذه الفتاة من مساعدة لوالدتها في تدبير شؤون المنزل وكيف لها ان ترعى أخوتها الصغار أو تنظم أمور أخوتها الكبار الىجنب والدتها المتعبة ، اضطرت والدتي وتحت هذه الظروف القاسية الى اجبار أختي على ترك الدراسة للتفرغ لكل تلك الاعمال الملقاة على عاتقها . ما ذنب هذه الفتاة لتترك مقاعد الدراسة وتعتني بالاطفال والكبار على حد سواء ؟!!
بقيت أختي تعاني من حالة نفسية معقدة كلما سمعت عن احدى صديقاتها أخبارتتعلق بالتخرج من الجامعة والتعيين في دوائر الدولة والحصول على المراتب العليا والمناصب المرموقة في المجتمع ، حتى انها لم تحظى بفرص كبيرة في تقدم الشبان لخطبتها والسبب واضح ، الكل بدأ يبحث عن الخريجة المثقفة والمتعلمة وربما التي تتقاضى راتبا شهريا ، كل تلك الامتيازات انحرمت منها والسبب هو أسرتها ، لو كان هناك تعاون من قبل الجميع في تسيير وتيسير أمور البيت لما وصل بها الامر الى هذا الحال.
كل مختص بعمله
بينما كان رأي السيد خالد على متناقضا وناهضا لفكرة التعاون التي تحدث بها السيد قصي ، فقال : لقد خلق الله الحياة ووضع لها السنن ويجب ان نتبعها ، فمثلما الرجل مسؤول عن الانفاق على أسرته وتلبيه احتياجاتها رغم الظروف العصيبة التي يمر بها البلد ، كذلك فان المراة تقع عليها مسؤولية الاعتناء بالبيت والاطفال ، الا يكفي ما يلاقيه الرجل خارج البيت من متاعب في سبيل الحصول على لقمة العيش التي لاتفكر الكثير من النساء الا في كيفية انفاقها وتبذيرها على الملابس والمكياج ، فوق كل ذلك تريدونه ان يعمل داخل البيت وينظم أموره ولوازمه لماذا الزواج اذن ؟!! وما فائدة الزوجة ان لم تقم بما أمرها الله من الواجبات الزوجية ، تريدون حقوق وتنسون الواجبات !!
لاافراط ولا تفريط
ربما يكون رأي السيد صباح معتدلا بعض الشيء فقد ذهب الى وجوب مسك العصا من وسطها بقوله: اذا أراد الرجل ان يبقى سيد الموقف فعليه ان يجاري زوجته ويسمع شكواها دون ملل ، فهي محقة في كل ما تقول ، أعمال المنزل لا تنتهي والعناية الاطفال عمل شاق خصوصا السهر طول الليل ، فلنبدي قليلا من التعاون لشريكة الحياة ـ لا صرر في ان نقوم ببعض الأعمال فلن ينقص ذلك من رجولتنا أو ثقتنا بنفسنا ولا ننسى ان نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أوصانا بالنساء خيرا فقال : ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)).
بعد طرح متباين من الاراء حول مسألة هل ان الرجل أكثر تنظيما من المرأة أستوقفتنا العديد من وجهات النظر. علينا توجيه العناية الى أمر بالغ الاهمية وهو أن المرأة كائن رقيق مثل الزهرة وعلى الرجل ان يحافظ عليه لكي يتمتع بمزاياها فهي التي تجعل الحياة داخل البيت أشبه بالجنة على الارض وهي في نفس الوقت يمكنها ان تحوله الى جحيم لا يطاق ان لم تحسن التعامل معها او تحاول تجاهلها او أستغلال جهودها .. يمكن وبكلمات جميلة وصادقة أن تحسسها بأهمية وجودها في حياتك دون التطرق الى مسألة ان كل ما تقوم به هو من صلب واجبها ولا فضل لها عليك وعلى أفراد أسرتك، فمثلما يكون لك الفضل في الانفاق على البيت ، فان لها الفضل في ديمومته ، وكما يقول الله سبحانه وتعالى)) ولا تنسوا الفضل بينكم )) .
واخيرا نقول لسيدات المنزل قد يتغلب عليكن الرجل في مسألة التنظيم ، ولا يمكن انكار ان قسما من الاعمال التي هي من صلب عمل المرأة يجيدها الرجال بل ويتفنون بها كالطبخ والخياطة وغيرها ، وكثيرا ما نسمع اعتراف المراة بان زوجها اكثر تنظيما منها في امورالبيت ولكنها لا تصرح بذلك بل تهمس به لزميلاتها في العمل !!!