أفاد الدكتور محمد الفايد، أخصائي علوم تغذية، أن "نفسية" الخروف تؤثر في جودة اللحم مشيرا إلى أن معاملة الخروف بطريقة جيدة، وعدم تركه للأطفال للعب معه، وإبداء تصرفات عدوانية اتجاهه، أحيانا، يحدد القيمة الغذائية للحم المحصل عليه.
<table dir=rtl cellSpacing=0 cellPadding=0 width=100 align=left border=0><tr><td></TD> <td><table dir=rtl cellSpacing=0 cellPadding=0 width=10 align=center border=0><tr><td colSpan=2 height=5></TD></TR> <tr><td></TD> <td align=middle></TD></TR> <tr><td colSpan=2 height=5></TD></TR> <tr><td></TD> <td class=legende>الدكتور محمد الفايد</TD></TR> <tr><td colSpan=2 height=2></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>موضحا أن بعض الأشخاص يرتكبون أخطاء كثيرة، إذ يشترون الخروف قبل حلول موعد العيد بأيام، ليتركوه وحيدا، إما في سطح المنزل أو في المرآب، ما يؤثر في نفسيته، فيظهر قلقا وتوترا، إضافة إلى أن اهتمام الطفل بالخروف، ولو ليوم واحد، يولد لديه نوعا من العطف والحنان، الذين يتحولان إلى إحباط وانهيار، وفي بعض الحالات إلى اكتئاب وانطواء، ما يفسر اختلاف مذاق ورائحة لحوم بعض الخرفان، التي يصفها البعض بالكريهة. وشدد الدكتور على ضرورة الحرص على المدة الزمنية، التي يقضيها الأطفال مع الخروف، والتي لا يجب أن تتجاوز ساعة، موضحا أن الكيفية، التي يجري من خلالها التعامل مع الحيوان تحدد جودة اللحم وقيمته الغذائية، إذ كلما كان الخروف مجهدا كان لحمه أكثر عرضة للنتانة وتتدني خصائصه الحسية، كما أن لونه ونكهته يتغيران، وتصبح مدة جاهزيته للطبخ أطول، بحيث لا يصل إلى الطور الجيفي، إلا بعض 9 ساعات، في حين لا تتعدى المدة 6 ساعات، إذا كان الحيوان في راحة تامة، ولم يتعرض إلى التعذيب، كما يجب ألا يذبح أمام خروف آخر، للأسباب نفسها. وبعد الذبح، نبه الدكتور الفايد إلى ضرورة ترك الخروف مدة كافية ليفرغ من الدم ويتوقف عن الرفس ( ترك الخروف يفركل)، وعدم الإسراع في إزالة الفرو، إلا بعد الـتأكد من أنه فارق الحياة، مؤكدا أن اتباع هذه النصائح يجعل اللحم شهيا وأكثر فائدة. وأفاد الأخصائي أن العادات المغربية تزكيها البحوث العلمية، خاصة أكل أعضاء الخروف صباح العيد، لأنها لا تحتاج إلى مدة طويلة لتسويتها، أو ما يسمى بـ "الطور الجيفي"، إذ تكون جاهزة في أقل من 30 دقيقة ويكفي تركها لحظات لتجف، ثم يمكن تقطيعها وطهيها مباشرة، مؤكدا ضرورة الانتباه إلى جودة هذه الأعضاء، ورميها في حالة الشك في لونها، أما في حالة وجود أكياس مائية، فيجب نزعها ودفنها تحت التراب أو إحراقها، وعدم تقديمها إلى الكلاب، موضحا أن هذه الأكياس قد تحتوي على جرثومة الكبد، التي تنمو داخل أحشاء الكلاب، ويؤدي ذلك إلى تكاثرها داخل أمعائه وبالتالي توزيعها في الطبيعة، ما قد يشكل خطرا على الصحة، خاصة في المناطق والقرى النائية، حيث تنتشر الكلاب الضالة. أما الرشاحة الدموية، التي يمكن إيجادها في الرئة، فلا تشكل خطرا على الإطلاق. وأضاف الفايد أن أسلم طريقة لأكل الأعضاء، خاصة في حالة الشك في إصابتها بخلل، هي طبخها جيدا، عن طريق الشواء على الفحم، للتخلص من الجراثيم وللمساعدة في عملية الهضم، فالأنزيمات التي توجد داخل المعدة لا تتمكن من هضم البروتينات الحيوانية غير الناضجة، كما يجب مرافقتها بخضر أو بصل أو خبز كامل، مع الاحتفاظ بقشرة الحبوب (النخالة)، معتبرا أن عادة المغاربة، الذين يرافقون أطباقهم مع الخبز، هي حميدة وتزكيها بحوث التغذية العالمية. وبعد أكل الأعضاء في الصباح، من الأحسن تجنب أكل اللحم في فترة ما بعد الظهيرة والاكتفاء بتناول مشروب ساخن، مثل الشاي أو شراب من الأعشاب "التيزان"، الذي يساعد على عملية الهضم ويمنع التخمرات وتجمع الغازات، والإحساس بالامتلاء، في حين أوصى الفايد بتأخير العشاء إلى ما بين 8 و9 مساء، ويمكن أكل اللحم على أن يكون مطبوخا بشكل جيد لتسهيل هضمه، ومرافقته بنشويات، مثل الكسكس، كما هي تجري العادة المغربية، أو مرافقته بخضر أو سلطات، مشددا على ضرورة أكل الألياف، التي تساعد الجهاز الهضمي في أداء مهمته على أحسن وجه. وحذر الفايد النساء من الاحتفاظ برأس الخروف نيئا في الثلاجة، لأنه سريع التلف، إذ يجب طبخه في أول أيام العيد، ومن الأفضل تسويته بعد شوي الأعضاء، وبعدها يمكن الاحتفاظ به مدة مناسبة داخل الثلاجة. ويرافق تناول لحم الرأس إما الخبز الكامل أو النشويات، لتجنب الإصابة باضطرابات هضمية أو أمراض، مثل الإسهال. وفي اليوم الثاني من أيام العيد، يفضل شوي اللحم، ولا ينصح بذلك في اليوم الأول. وقال الفايد إن توافد الضيوف في أيام العيد يدفع البعض إلى تناول اللحم، خاصة المشوي، بشكل مستمر، إما مجاملة أو رغبة في الأكل، وهذا خطأ كبير، يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة، وقد يتسبب في نوبات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراضا، مثل السكري وأمراض الذهنيات، والذين يمكنهم تناول اللحم المشوي بعد نقعه في الماء المغلي. |