السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
هذا موضوع لقي نجاحا كبيرا، كتبه عضو في احدى المنتديات العربية قرأته في غير ذلك المنتدى ، أعجبني مضمونه و حملته اليكم أتمنى ان ينال اعجابكم .
و للاشارة احتفظت بالعنوان الموضوع الأصلي احتراما لصاحب الموضوع.
و بما أنني في مجتمع يحذو القذة بالقذة , و يعتنق مبدأ مع الخيل يا شقراء , طفقت أبحث عن عنوان مثل عنوان أخينا الفاضل صاحب المقال سالف الذكر أجتر به تلابيب القراء لقراءة مقالي و ألصق أعينهم بورقات عزيزتي المصون ( الجزيرة ) , إلا أنني بعد تفكير مضن و شاق و طويل , أبحرت فيه في قوافي قيس و طفت على أطلال ليلى , مسافرة إلى مغارة العشاق حيث يحلو لهم منادمة الليالي , معرجة بذلك على جبل التوباد , محاولة أن أسترجع بيتا , اسما , أغنية, أي شيء , إلا أنني لم أتذكر سوى جملة (I love you) التي ترددت في أحد المشاهد الملتصقة بجدار ذاكرتي كأعنف ما يكون الالتصاق , يؤكده أنني كلما بحثت عن معلومة في تلك الأشياء المسماة بقايا ذاكرة , تصدَّر ذلك المشهد بكل تفاصيله و ألوانه منصب الأولوية ليس لغلاوة بطلة ذلك المشهد فحسب التي تجسد دورها ابنة أخي ذات السنتين بل لأن تفاصيله كانت شاهدا على حقائق شتى متفرقة كتفرق الغيوم في أجوائنا , فلقد دأبت ابنة أخي الصغيرة في أحد اجتماعاتنا العائلية الخميسية على ممارسة قوى الضغط بكلتا يديها الاثنتين على أزارا لعبة جوال اشتراها لها أخي , و كلما ضغطت على أزرار تلك اللعبة ردد ذلك الجهاز الوردي الصغير بكل يأس (I love you) فتضحك بأعلى صوتها طربا ,ثم تعاود الكرة و لكن هذه المرة بقدمها ( ياللأنوثة !! ) و ما علمت صغيرتنا أنها ببراءتها تلك كانت تذكرني ببعض من أسرار الطوفان الحمراء التي غطت الأراضي و الشعاب ليصفر منها العود الأخضر من أعواد أبنائنا الفتيات منهم و الشباب , تلك الأسرار التي داوم المعلنين على ترقيعها بأقمشة من حرير ملقين بالتهمة إلى شوكلاته من نوع ( افركيه و رشيه ) و عطر من وكر كان قد بني في مدينة الأحلام التي تسمي إحدى سراياها باسمٍ يشبه الفعل الناسخ الناقص ( كان ) , الأمر الذي يثبت لي أن جرعات الحب و كؤوس الغرام التي حقن بها الشباب في الآونة الأخيرة ما كانت إلا بالإكراه مع سبق من الإصرار و الترصد , فتماما كما كانت ابنة أخي تضرب بعنف على لعبتها لتسمع (I love you) ثم ترفع رأسها ضاحكة و ساخرة , كان بعضا من القوم يشترون إحدى ناقات العرب ثم يدخلونها مصنعا يشاع عنه أنه يعدل الجينات وراثيا مخرجا طابورا من الفاتنات مع لكنة عربية أعجمية و ذيل حصان و رقبة زرافة و حنجرة بلبل و رقصة ثعبانية ليكملو بهن نصب الفخ و شد الحبال تأهبا لصيد فريسة مثقلة ( بالكرش ) و النقود تمتهن التوزيع و وهب العطايا , و أنىَّ لهذا الصيد الرقيق الحساس الكريم أن يصمد طويلا أمام حسناء تستجدي ؟ , بل و أنى لذلك ( الكرش العربي ) أن يصمد أمام شوكلاتة ( افركيه و رشيه ) ؟ , و حتى لو صمد فلن يستمر صموده حتى صفارة النهاية فغريمه هو مروج الحب و أنى لمثله أن ييأس و ينقلب إلى أهله راجعا لاسيما أنه يعلم أن مثلنا سيرحب به و لو بعد حين باسم الشهامة و عدم الرغبة في كسر الخواطر , حاشا لله فجزاء من يفعل ذلك في قاموسنا كجزاء الضرب بالحوافر !! و كما نطقت اللعبة بـ(I love you)جراء محاولات ابنة أخي المتكررة, نطق ذلك الضحية بالعبارة ذاتها في جميع القنوات لمن يستحقها و غيرهم ممن ليسو أهلا لها ليضحي مؤلفا مطربا و راقصا و هائما في سماوات حمراء زاعما أنه بذلك يتعلم الصبر من ويل عذاباتها ليضفى الروحانية على عالمه !!
أما و قد أصبحت هذه الكلمة معقلا للثقافة العربية الحديثة و قفصا حديديا يحيط بعقول الأكثرية من هذا السواد تثبته مضامين رسائل الـ sms في أسفل جميع القنوات و تؤكده طباعتها كملصق ترويجي على المنتجات على غرار جملة (حقيقي أمك بتحبك ؟ ) أو ( لأسنان ناصعة البياض ) على كرت مهتريء تارة أو في بطن درع خشبي أو سيراميكي تارة أخرى أو علبة زجاجية مع عطر تقليد أو حتى على شمعة سرعان ما تذوب و ترمى بقاياها في حاوية النفايات !!
أما وقد أصبحت هذه الكلمة مهوى الأفئدة في كل منتدى تطل منه و في كل مقال يفوح بها فإني سأجعل لأحرفها المشوهة شرف الصدارة في عنوان مقالي لهذه الصبيحة و سأضع بجانبها تلك التفاصيل التي أراها متسربلة بها أينما حلت و ارتحلت : صورة لقلب معاق و وردة حمراء اصطناعية تذكرني رائحتها برائحة رواق محل أبو ريالين !!
هناك صعقة قد صعقتني بها ذاكرتي للتو و هي حقيقة أن هذا التوظيف الفرنجي للكلمة لم تقبله الصحف العربية حتى الآن , و من هنا كان على عاتقي مهمة الترجمة ,
لكن :هل تفي أحبك ( النسخة العربية ) بالغرض ؟؟
لا أظن ذلك , فقد يعتقدون حين يرونها ملتصقة باسمي عنوانا لمقالي أنني سوف أتكلم عن حبي لماما و بابا ( رحمه الله ) و أخي الكبير و أختي الكبيرة و معلمتي في المرحلة الابتدائية ثم يقلبون الصفحة الأخرى لقراءة مقالات من نمط آخر يستعذب استجداء الليل و يستمطر ويلات النهار !!
الأمر الذي جعلني أقرر بأن أعنون مقالي بما يتشدق به المحبون عادة من عذابات ذلك الليل الطويل مستبطئين خيوط الفجر التي لم تتأخر يوما عن الإشراق بعد الساعة الخامسة و النصف !!
(أحبك و تحبني و الليل طويل ما طاع يخلص )
.......................
.........................
لكن السؤال الذي يطرح نفسه :
أتراني فعلا قد أسطر أحرفي مقالا لهذا العنوان ؟
أيعقل أننا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإغماء
بله التجمد الفكري ,
أترى سمائنا قد تغطت بالمخمل الأحمر , و سفرتنا غرقت في حليب (افركيه و ارشيه ) ؟
ألم يعد للنجمة البيضاء في صدر السماء سعة؟
و الياسمين الأبيض ,, أتراه قد نفي من وجه البسيطة ؟
و الفارس و الجواد و الخيمة السوداء أتراهم أضحوا كما الحياء مفردة نتشدق بها حينما نسأل عن ذواتنا , و ماض تحتضنه رفوف المكتبات القديمة حيث يوارى الثرى واقفا على قدميه !!
أم تراهم أضحوا كما الغول و العنقاء و أخوهم الخل الوفي مفردات خرافية نرمز بها للمجهول و الغير معقول وجوده ؟؟
لا , لا أعتقد ذلك ,,
لهذا لن أكتب مقالا هنا ,كل ما سأفعله هو أني سأدعوكم إلى قراءة مقالي القادم حيث يكون للصفعة فيه طعم مضحك , و للحرب مذاق يضحك أكثر , ففي كلا الحالين سوف أقوم برسم الحقيقة جسدا على أرض الواقع يحاول إشعال وهج , قبس , وسن أو حتى عود ثقاب لينير للبشرية و يهديها إلى سبيل الصواب , و سأرسم معه أناسا أشرار يتقنون أساليب الحديث و فنون الخطابة و قبلها أسرار الإغماء و أصول اللباقة فيؤثرون في المجتمع الذي يفتح فاه قبل أذناه محاولا أن يحسن فن الإصغاء , ثم يحاول أن يكون منفذا جيدا للنصائح فيبحث عن جسد الحقيقة ليقتله قبل أن يكمل نموه فيموت و تموت حقيقته معه , و يرفعون أياديهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا , و يعودون إلى متاهات الضياع !
فأضحك و تضحكون معي , و أبكي و تبكون معي , ثم نضحك , ثم نعود فنبكي و هكذا دواليك , نفعل كما يفعل الذي يعيش في عالم من المساخر ثائر !!
أعترف ,,
لحروفي وخز كما وخز الإبر ,
إلا أنها , و لله الحمد , على الأقل واقعية و بالمجان في زمن يباع فيه الوهم !!
إشارة:
و في النفس حاجات و فيك فطانة *** سكوتي بيان عندها و خطاب