باستثناء كلمة (شلتوني) فإنه يخطر لي أحيانا أن واضعي اللغة لم يرتاحوا لحرف الشين فجعلوه من نصيب كلمات من قبيل: شر وشك وشيطان وشح وشخير وشؤم واشمئزاز …تتعدد الأمثلة ولكن ما يعنيني منها اليوم هو التشكي!
و لأنها عادة بشرية لا يخلو منها زمان ولا مكان فقد وضع لها العرب في سجلهم الشعري أصولا…فعندما يكون لشخص واحد حين يقال له (يا صاحِ) وعندما يكون لشخصين يقال لهما (خليلاي)وهذا على ما يبدو ما انتهى إليه علمهم أما عندنا فتتكاثر الشكوى وتتناثر وتصبح طابعا عاما يشكو فيه الجميع من الجميع للجميع على طريقة يا ناس يا هو !
أقول ذلك وأنا أجد أحيانا من أسباب الشكوى ما يؤرقني ولا سبيل للوصول فيه إلى حل سريع ولكنني أخشى من البوح بها خوفا من الانزلاق إلى مثلث الشكوى لأنه مثلث صغير ينحشر فيه ملايين النزلاء المزدحمين بين زواياه وبانتظارهم ملايين أخرى على أبوابه بسبب وبدون سبب!
والمشكلة أن الناس لا تدرك خطورة هذه العادة إلا عندما تتحول إلى هدف لتلقى الشكاوى أو أن تكون المشكو عليه!
ثمة قناعة لدي بأن الهموم مقسمة بين الناس بالتساوي وأولئك الذين يبدو أن بالهم رايق ليسوا في الحقيقة سوى أقل ميلا نحو التشكي من غيرهم من هموم لا تبدو جلية للعيان!
والأنكى أن ثمة شعورا بالسعادة يغمرنا عندما نشتكي ونشعر أن جزءا من شكاوانا يتسرى بمجرد الحديث عن الشكوى دون أن يعني ذلك بالضرورة أن يكون الطرف المستمع قادرا على الحل أو التفكير في وسيلة للحل!
ورغم أننا أمة تقول إن الشكوى لغير الله مذلة فإننا نشكو للصديق والعدو وللأمم المتحدة وللوفود الدولية ونحن ندرك سلفا أنها جزء من المشكلة لا الحل!
وفي مؤسساتنا نضع صناديق للشكوى ثم نشكو من أن أحدا ما لا يتابع هذه الشكاوي ولا يبالي بها لأن الشكاوى لا تنتهي وبالتالي فإن حلها لن ينهي المشاكل وسيولد المزيد من الشكاوى!
و بسبب كثرة الشاكين والمتشاكين فإنني أخشى أن يأتي اليوم الذي يشكو فيه الناس من أنهم لا يجدون من يستمع لشكاواهم مهما كانت قليلة الحيلة في إيجاد الحلول!
وحتى الأطباء النفسانيون مهما جادلنا في مهنيتهم أو ابتزازهم فربما ينتابهم القرف أحيانا من حالة التشكي هذه!
هل سمعتم بذلك الطبيب النفساني الذي دخل عليه المريض مهموما مغموما وعندما سأله الطبيب عن مشكلته قال: يا دكتور عندي شعور مزمن بأن الناس تهملني وتتجاهلني! فما كان من الطبيب إلا أن ضغط زر التلفون على السكرتيرة وقال لها:إللي بعده!
و لأنها عادة بشرية لا يخلو منها زمان ولا مكان فقد وضع لها العرب في سجلهم الشعري أصولا…فعندما يكون لشخص واحد حين يقال له (يا صاحِ) وعندما يكون لشخصين يقال لهما (خليلاي)وهذا على ما يبدو ما انتهى إليه علمهم أما عندنا فتتكاثر الشكوى وتتناثر وتصبح طابعا عاما يشكو فيه الجميع من الجميع للجميع على طريقة يا ناس يا هو !
أقول ذلك وأنا أجد أحيانا من أسباب الشكوى ما يؤرقني ولا سبيل للوصول فيه إلى حل سريع ولكنني أخشى من البوح بها خوفا من الانزلاق إلى مثلث الشكوى لأنه مثلث صغير ينحشر فيه ملايين النزلاء المزدحمين بين زواياه وبانتظارهم ملايين أخرى على أبوابه بسبب وبدون سبب!
والمشكلة أن الناس لا تدرك خطورة هذه العادة إلا عندما تتحول إلى هدف لتلقى الشكاوى أو أن تكون المشكو عليه!
ثمة قناعة لدي بأن الهموم مقسمة بين الناس بالتساوي وأولئك الذين يبدو أن بالهم رايق ليسوا في الحقيقة سوى أقل ميلا نحو التشكي من غيرهم من هموم لا تبدو جلية للعيان!
والأنكى أن ثمة شعورا بالسعادة يغمرنا عندما نشتكي ونشعر أن جزءا من شكاوانا يتسرى بمجرد الحديث عن الشكوى دون أن يعني ذلك بالضرورة أن يكون الطرف المستمع قادرا على الحل أو التفكير في وسيلة للحل!
ورغم أننا أمة تقول إن الشكوى لغير الله مذلة فإننا نشكو للصديق والعدو وللأمم المتحدة وللوفود الدولية ونحن ندرك سلفا أنها جزء من المشكلة لا الحل!
وفي مؤسساتنا نضع صناديق للشكوى ثم نشكو من أن أحدا ما لا يتابع هذه الشكاوي ولا يبالي بها لأن الشكاوى لا تنتهي وبالتالي فإن حلها لن ينهي المشاكل وسيولد المزيد من الشكاوى!
و بسبب كثرة الشاكين والمتشاكين فإنني أخشى أن يأتي اليوم الذي يشكو فيه الناس من أنهم لا يجدون من يستمع لشكاواهم مهما كانت قليلة الحيلة في إيجاد الحلول!
وحتى الأطباء النفسانيون مهما جادلنا في مهنيتهم أو ابتزازهم فربما ينتابهم القرف أحيانا من حالة التشكي هذه!
هل سمعتم بذلك الطبيب النفساني الذي دخل عليه المريض مهموما مغموما وعندما سأله الطبيب عن مشكلته قال: يا دكتور عندي شعور مزمن بأن الناس تهملني وتتجاهلني! فما كان من الطبيب إلا أن ضغط زر التلفون على السكرتيرة وقال لها:إللي بعده!