ابتسم تبتسم الدنيا لك ولغيرك
فتاة صغيرة تبيع المناديل الورقية وتسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير مرت على سيدة تبكي، فتوقفت أمامها لحظة تتأملها! فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها! فما كان من هذه الطفلة إلا أن أعطت السيدة مناديل من بضاعتها ومعها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة وانصرفت عنها قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل! وبعد خطوات استدارت
الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على محياها.
عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة: آسفة!... حقك عليَّ!
الرسالة كانت إلى زوجها الجالس في المطعم وهو مهموم حزين، فلما وصلته الرسالة ابتسم وما
كان منه إلا أن أعطى (الجرسون) 50 جنيها، مع أن حساب فاتورته 5 جنيهات فقط!
فرح هذا العامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن يتوقعه فخرج من المطعم وذهب إلى سيدة فقيرة
تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى، فاشترى منها بجنيه واحد لكنه أعطاها عشرة جنيهات صدقة
وانصرف عنها سعيداً مبتسما
ً!
تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات فقامت بوجه مشرق وقلبها يرقص فرحاً ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة وذهبت للجزار تشتري منه شيئاً من اللحم. ثم رجعت إلى بيتها وأخذت تطبخ الطعام الشهي وتنتظر عودة حفيدتها، وهي كل ما لها من الدنيا. جهزت الطعام وعلى وجهها ابتسامة لأنها ستتناول اللحم بعد طول مدة لم تذقه فيها. لحظات وانفتح الباب ودخلت حفيدتها الصغيرة! فمن هي هذه الحفيدة؟ إنها بائعة المناديل نفسها! دخلت متهللة الوجه وابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء!
************
يقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك صدقة. فما أحلى أن نفعل كما فعلت هذه الطفلة الرائعة؟ ماذا لو حاولنا رسم ابتسامة من القلب على وجه مهموم؟ أو حاولنا رسم بسمة بكلمة طيبة؟
هناك طرق كثيرة لرسم البسمة على وجوه الآخرين. فلو خرجنا من قمقم أحزاننا ورسمنا البسمة على شغاف قلوبنا، أو تذكرنا نعم الله التي أنعم بها علينا، أو توقفنا عن السخط على ما فاتنا! جرب أن ترسم البسمة على وجهك وسترى الدنيا مشرقة. كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.