بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
آآآآآه يا أحبابي لم أعد أعرف أأحبابي أنتم أم أعدائي ؟
كلكم ضدي , كلكم تكرهون سماع إسمي , لماذا أنتم هكذا ؟ لماذا لستم مثلي , كل شيء اعمله أجدكم تعملون غيره بل و تكرهون ما أقوم به ,
كانت هذه آآآهات أو سخط عاطل
اليوم قررت أن أقص عليكم يومياتي كي يشهد التاريخ ضدكم يا أعداء , والدليل على أن قلوبكم قاسية تجاهي , هو أني أبتدئ يومي بالنوم في حين تنامون الليالي , وددت لو أجد رفيق دربي ولكني وجدت الكل ضدي و أولكم والدي , الذي لم أره منذ خمسة عشر يوما وما زلت أتذكر لحد الآن تلك الصدفة التي جمعتني به بدون ميعاد لمدة ثلاث ثوانٍ , حيث كان خارجا من المنزل على رأس الساعة الخامسة صباحا أو كانت الثالثة , لم أعد أتذكر , لأن الدنيا كانت مظلمة , وما أتذكره هو أن الأذان كان يدوي من صومعة مسجد حينا الذي يبعد عن بيتنا مسافة أجهلها لحد الآن , لأني لم أجرب قطعها قط , وكلما حاولت القيام بتلك التجربة , وجدت نفسي عائدا في وقت متأخر من الليل البهيم , منهمكا مهدود القوى , لا أرى بين عينيَّ سوى سريري المحبوب , متمنيا من كل قلبي لحظة اللقاء الحميمة معه , لأتوج تلك اللحظة بإرتماءتي المعهودة بين أحضانه , تلك الإرتماءة التي تُحدث صوتا قويا كإنفجار عظيم , حتى أصبح الجيران لا يُتعبون أنفسهم في ظبط منبهاتهم و ينامون بكل يقين على أنهم سيصحون بعد دخولي لغرفة اللقاء بأحسن الأسِرّة في العالم , لكن في ذلك اليوم لم يحالفهم الحظ وخانهم يقينهم في صوت سريري , حيث حدث ما لم يكن على بال أحد .
تأخرت ليلتها بضعة دقائق , تلكم الدقائق الأخيرة غيرت تأريخ الحي بأكمله مما أثر على إقتصاد البلد , لأنه لم يذهب يومها أحد لشغله نتيجة إهمال منبهاتهم و الإعتماد على الصوت السريري , , , ليلتها وأنا راجع كالعادة بخطى متأنية , أفكر فيما لا يغيب على بال أحد منكم , إذا بي أفاجَؤ أمام باب بيتنا بجلباب , وقفت دون شعور مني لألقي نظرة بانورامية على الرجل الخفي وسط جلبابه فإذا بأبي يحاول إحكام غلق القفل المعدني ,خوفا من ساهري الليل كما أخبرتني أمي عند سؤالي لها عن سبب تعذيب القفل بتلك الطريقة المهينة , فعاتبتني بعد الجواب قائلة , لم لا تسأل أباك مباشرة ؟ مسكينة أمي , نسيت أني لم أعد أتذكر شكل أبي نظرا لطول مدة الفراق ,
و الغريب في الأمر أن شيوخ الأحياء التي أقضي فيها سهراتي يقفلون أبوابهم بنفس الصورة , و كأنهم متفقون على تعذيب الأقفال ,فما إن يخرج الرجل من بيته برجله الشمال حتى يستدير نحو القفل المتدرع لله بأن ينساه مرة واحدة في حياته , وتلك العملية يسميها علماء الإجتماع بأول عملية إحتياط يومية , ولو أنهم قصرو جلابيبهم أكثر لتمكنوا من الهجوم على مقتحمي البيوت , وعلى أبعد تقدير لتمكنوا من الجري بحرية أكثر , حين وقوع مكروه لا قدر الله , تصوروا معي شيخا في تلك الساعة وقع عليه هجوم كلب مسعور , وتخيلو الجرية , بجلباب متدل كستائر المسرح من السقف إلى الأسفل , وللزيادة في سرعة الجري يتم التركيز على نعل خال الأحزمة و الرباطات ,,
فبمجرد رؤية لون جلباب معهود , تسمرت مكاني كحرباء بدأت تغير لونها لتختفي عن أعين المفترسين ,جامدة مسخرة كل طاقتها الحركية في عينيها , أصبح بدني كله عبارة عن لوح خشبي مذهون بذهان الليل البهيم وكم تمنيت لحظتها لو أن الله خلقني بدون بياض في عيني , ذاك البياض هو ممن خفت أن يكشف سري , وإن أغمضت عيني لا أظمن عواقب ما قد يحدث , ذاك أبي و أنا أعرفه , وبينما أنا متسمر على تلك الهيأة , إذا بالجلباب أخذ يتحرك بحركة دائرة عكس عقارب الساعة , سبحان الله رغم الظلمة الشديدة في تلك اللية المظلمة - كسابقاتها طوال العام , نظرا لإنعدام المصابيح من الأعمدة بسبب الألعاب الحربية المسلية مثل الحجر و الطوب -إشتغلَت عندي الحاسة السادسة ربما لأول مرة في حياتي لأتبين كل ألوان الجلباب المتحرك بشكله الحلزوني كإعصار كاتيا , - بل هو أشد على قلبي -
فما إن بدأ الجلباب في الدوران حتى قمت بآخر عملية ليلية قبل موعدها بشكل إضطراري وليس حبا في تعجيل الاشياء, هي تلكم الإرتماءة المعهودة التي توقظ أهل الحي بأكمله
و أثناء تحليقي في الجو لاحظت تناغما غريبا بين حركتين مختلفتين تماما , حركة دوران الجلباب , و إنحذار جسدي النحيف بسرعة مذهلة , تفوق سرعة الدواران بخمس مرات أو خمس و عشرين مرة , لم يكن الوقت كافيا للقيام بتلك العملية الحسابية الدقيقة , كل ما أذكره جيدا هو أن عياناي كانتا مركزتين بداية عملية التحليق , على جيب الجلباب الذي بدأ في الظهور بوضوح , نظرا لسرعة الدوران , وفجأة نزل مستوى التركيز النظري تاركا وراءه الجيب في الأعلى فبدأ تعاقب خطوط الجلباب المختلفة الألوان , واحدا تلو الآخر في إتجاه إلى الأعلى , فتخيل إلي لحظتها أن الخطوط هي التي ترتفع وأما أنا ففي أمان الله منبطح أتابع تلك الحركة الجميلة المتناغمة رغم أني أحس أن شيئا ما كان يشدني للأسفل بقوة عنيفة , تداخلت الألوان فيما بعضها من شدة سرعتها , و لم أعد أميّز بينها , وما زِلْت على ذلك الحال حتى احسست بإرتطام قوي لكن بقدرة قادر لا صوت له و كأنك رميت قطا من الطابق السابع , فتبدلت كل الألوان إلى لون أصفر قاتم لجسم غريب صاروخي الشكل لم يفصل بينه وبين عيني إلا بضعة سنتيميترات , فتسألت في نفسي ما هذا ؟, و ما إن خلصت من التفكير في أول حرف(الميم) من جملة - ما هذا ؟ - حتى تبين لي حقيقة ذاك المجسم الصاروخي الغريب , الذي كان بدوره في عملية دوران ضد عقارب الساعة موجها لي رأسه الحاد شيئا فشيئا وكأنها عملية تحضير لإطلاق صاروخ من المنصة المخصصة لذلك , لكن الله سلم ولطف بي , إذ بقدرته تعالى , توقف المجسم عن الدوران على درجة مائوية قدرها 45 , فأصبحت عيناي محملقتين بذهول في الجانب الأيسر من رأس الصاروخ الأصفر , - وقاكم الله من مثل هذا اللون في الظلمة الحالكة - و ما هي إلا لحظات حتى إنطلق الصاروخ بأمر من الطيار إلى الأمام ولم يكن بين كتفي و مساره إلا شُعيْرَات
و الحمد لله أن الطيار لم يرني , و إلا كان فقع عينايَ بمقدمة نعله الأصفر
إنطلق والدي بصواريخه الصفراء الحادة , التي لا تحدث أي صوت إلا عندما يرفع رجله لترتفع مؤخرة الصاروخ من الأرض موجها قاعدته لترتطم بقدم أبي محدثة صوتا يشبه التصفيقة , و على هذه التصفيقات ودع أبي المكان , مردِّدا - سبحان الله -و كأنه يتعجب من حركة غريبة حصلت بجانبه قبل لحظات لم يفطن لها ,
إنطلق بتسبيحاته , و كل تسبيحة بين تصفيقتي الصاروخين ,
لكني كنت في الجانب الخلفي (الكواليس) , ما زلت أراقب تصفيقات الصواريح منبطحا كما وقعت دونما حراك , و كنت أحمد الله بمعدل 5 مرات للتصفيقة الواحدة , و من شدة الهول لم ألاحظ من الجلباب أثناء مراقبة الصواريخ بحذر شديد إلا بضعة سنتيمترات , من الأسفل عندما إختفى الصاروخان بعد إستدارة مفاجأة بزاوية 45 درجة ليتواريا عن الأنظار بعدها خلف جدار جارنا مخلفان وراءهما طرف الجلباب السفلي المتراقص من قوة التخليف , و ما لبث بدوره أن إختفى مباشرة بعدهما و كأنه ظل تابع مطيع
حينها حركت رأسي إهتزازيا و كأني أفقت من غيبوبة دامت شهرا كاملا
فبدأت الحركة تدب في جسدي و العواطف و الأحاسيس ترجع تدريجيا , فأحسست بحرارة مرتفعة من كثرة ضغط تلك اللحظة , إلا في الناحية الموالية للأرض , و أما الجهة الملاصقة لحائط الدار الشوكي و كأنه شجر النبق , و كأن أسان المناشير إخترقت لحمي من أعلى الرقبة لأخمص القدمين
شعرت بتلك البرودة في الجهة السفلية من الجسد , و ما كدت أفكر في نفس حرف الميم من جملة - ما هاذا ؟ - حتى إستعاد أنفي عافيته , وعادت له الحركة , فجعلت أحركه حركة غيربة غير منتظمة , أشده إلى الأعلى مرتين أو ثلاث متتالية مستنشقا الهواء حتى يصبح كأنف صيني ألهبه حر الشمس , لأطلق سراح حركته بعدها مستنثرا كل الروائح التي إشتممتها ,
يا إلاهي ما هذا ؟ سألت نفسي
و هناك بدأت قصتي في الثلاث ثواني التالية
سأكيها لكم يوما ما إن شاء الله
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
آآآآآه يا أحبابي لم أعد أعرف أأحبابي أنتم أم أعدائي ؟
كلكم ضدي , كلكم تكرهون سماع إسمي , لماذا أنتم هكذا ؟ لماذا لستم مثلي , كل شيء اعمله أجدكم تعملون غيره بل و تكرهون ما أقوم به ,
كانت هذه آآآهات أو سخط عاطل
اليوم قررت أن أقص عليكم يومياتي كي يشهد التاريخ ضدكم يا أعداء , والدليل على أن قلوبكم قاسية تجاهي , هو أني أبتدئ يومي بالنوم في حين تنامون الليالي , وددت لو أجد رفيق دربي ولكني وجدت الكل ضدي و أولكم والدي , الذي لم أره منذ خمسة عشر يوما وما زلت أتذكر لحد الآن تلك الصدفة التي جمعتني به بدون ميعاد لمدة ثلاث ثوانٍ , حيث كان خارجا من المنزل على رأس الساعة الخامسة صباحا أو كانت الثالثة , لم أعد أتذكر , لأن الدنيا كانت مظلمة , وما أتذكره هو أن الأذان كان يدوي من صومعة مسجد حينا الذي يبعد عن بيتنا مسافة أجهلها لحد الآن , لأني لم أجرب قطعها قط , وكلما حاولت القيام بتلك التجربة , وجدت نفسي عائدا في وقت متأخر من الليل البهيم , منهمكا مهدود القوى , لا أرى بين عينيَّ سوى سريري المحبوب , متمنيا من كل قلبي لحظة اللقاء الحميمة معه , لأتوج تلك اللحظة بإرتماءتي المعهودة بين أحضانه , تلك الإرتماءة التي تُحدث صوتا قويا كإنفجار عظيم , حتى أصبح الجيران لا يُتعبون أنفسهم في ظبط منبهاتهم و ينامون بكل يقين على أنهم سيصحون بعد دخولي لغرفة اللقاء بأحسن الأسِرّة في العالم , لكن في ذلك اليوم لم يحالفهم الحظ وخانهم يقينهم في صوت سريري , حيث حدث ما لم يكن على بال أحد .
تأخرت ليلتها بضعة دقائق , تلكم الدقائق الأخيرة غيرت تأريخ الحي بأكمله مما أثر على إقتصاد البلد , لأنه لم يذهب يومها أحد لشغله نتيجة إهمال منبهاتهم و الإعتماد على الصوت السريري , , , ليلتها وأنا راجع كالعادة بخطى متأنية , أفكر فيما لا يغيب على بال أحد منكم , إذا بي أفاجَؤ أمام باب بيتنا بجلباب , وقفت دون شعور مني لألقي نظرة بانورامية على الرجل الخفي وسط جلبابه فإذا بأبي يحاول إحكام غلق القفل المعدني ,خوفا من ساهري الليل كما أخبرتني أمي عند سؤالي لها عن سبب تعذيب القفل بتلك الطريقة المهينة , فعاتبتني بعد الجواب قائلة , لم لا تسأل أباك مباشرة ؟ مسكينة أمي , نسيت أني لم أعد أتذكر شكل أبي نظرا لطول مدة الفراق ,
و الغريب في الأمر أن شيوخ الأحياء التي أقضي فيها سهراتي يقفلون أبوابهم بنفس الصورة , و كأنهم متفقون على تعذيب الأقفال ,فما إن يخرج الرجل من بيته برجله الشمال حتى يستدير نحو القفل المتدرع لله بأن ينساه مرة واحدة في حياته , وتلك العملية يسميها علماء الإجتماع بأول عملية إحتياط يومية , ولو أنهم قصرو جلابيبهم أكثر لتمكنوا من الهجوم على مقتحمي البيوت , وعلى أبعد تقدير لتمكنوا من الجري بحرية أكثر , حين وقوع مكروه لا قدر الله , تصوروا معي شيخا في تلك الساعة وقع عليه هجوم كلب مسعور , وتخيلو الجرية , بجلباب متدل كستائر المسرح من السقف إلى الأسفل , وللزيادة في سرعة الجري يتم التركيز على نعل خال الأحزمة و الرباطات ,,
فبمجرد رؤية لون جلباب معهود , تسمرت مكاني كحرباء بدأت تغير لونها لتختفي عن أعين المفترسين ,جامدة مسخرة كل طاقتها الحركية في عينيها , أصبح بدني كله عبارة عن لوح خشبي مذهون بذهان الليل البهيم وكم تمنيت لحظتها لو أن الله خلقني بدون بياض في عيني , ذاك البياض هو ممن خفت أن يكشف سري , وإن أغمضت عيني لا أظمن عواقب ما قد يحدث , ذاك أبي و أنا أعرفه , وبينما أنا متسمر على تلك الهيأة , إذا بالجلباب أخذ يتحرك بحركة دائرة عكس عقارب الساعة , سبحان الله رغم الظلمة الشديدة في تلك اللية المظلمة - كسابقاتها طوال العام , نظرا لإنعدام المصابيح من الأعمدة بسبب الألعاب الحربية المسلية مثل الحجر و الطوب -إشتغلَت عندي الحاسة السادسة ربما لأول مرة في حياتي لأتبين كل ألوان الجلباب المتحرك بشكله الحلزوني كإعصار كاتيا , - بل هو أشد على قلبي -
فما إن بدأ الجلباب في الدوران حتى قمت بآخر عملية ليلية قبل موعدها بشكل إضطراري وليس حبا في تعجيل الاشياء, هي تلكم الإرتماءة المعهودة التي توقظ أهل الحي بأكمله
و أثناء تحليقي في الجو لاحظت تناغما غريبا بين حركتين مختلفتين تماما , حركة دوران الجلباب , و إنحذار جسدي النحيف بسرعة مذهلة , تفوق سرعة الدواران بخمس مرات أو خمس و عشرين مرة , لم يكن الوقت كافيا للقيام بتلك العملية الحسابية الدقيقة , كل ما أذكره جيدا هو أن عياناي كانتا مركزتين بداية عملية التحليق , على جيب الجلباب الذي بدأ في الظهور بوضوح , نظرا لسرعة الدوران , وفجأة نزل مستوى التركيز النظري تاركا وراءه الجيب في الأعلى فبدأ تعاقب خطوط الجلباب المختلفة الألوان , واحدا تلو الآخر في إتجاه إلى الأعلى , فتخيل إلي لحظتها أن الخطوط هي التي ترتفع وأما أنا ففي أمان الله منبطح أتابع تلك الحركة الجميلة المتناغمة رغم أني أحس أن شيئا ما كان يشدني للأسفل بقوة عنيفة , تداخلت الألوان فيما بعضها من شدة سرعتها , و لم أعد أميّز بينها , وما زِلْت على ذلك الحال حتى احسست بإرتطام قوي لكن بقدرة قادر لا صوت له و كأنك رميت قطا من الطابق السابع , فتبدلت كل الألوان إلى لون أصفر قاتم لجسم غريب صاروخي الشكل لم يفصل بينه وبين عيني إلا بضعة سنتيميترات , فتسألت في نفسي ما هذا ؟, و ما إن خلصت من التفكير في أول حرف(الميم) من جملة - ما هذا ؟ - حتى تبين لي حقيقة ذاك المجسم الصاروخي الغريب , الذي كان بدوره في عملية دوران ضد عقارب الساعة موجها لي رأسه الحاد شيئا فشيئا وكأنها عملية تحضير لإطلاق صاروخ من المنصة المخصصة لذلك , لكن الله سلم ولطف بي , إذ بقدرته تعالى , توقف المجسم عن الدوران على درجة مائوية قدرها 45 , فأصبحت عيناي محملقتين بذهول في الجانب الأيسر من رأس الصاروخ الأصفر , - وقاكم الله من مثل هذا اللون في الظلمة الحالكة - و ما هي إلا لحظات حتى إنطلق الصاروخ بأمر من الطيار إلى الأمام ولم يكن بين كتفي و مساره إلا شُعيْرَات
و الحمد لله أن الطيار لم يرني , و إلا كان فقع عينايَ بمقدمة نعله الأصفر
إنطلق والدي بصواريخه الصفراء الحادة , التي لا تحدث أي صوت إلا عندما يرفع رجله لترتفع مؤخرة الصاروخ من الأرض موجها قاعدته لترتطم بقدم أبي محدثة صوتا يشبه التصفيقة , و على هذه التصفيقات ودع أبي المكان , مردِّدا - سبحان الله -و كأنه يتعجب من حركة غريبة حصلت بجانبه قبل لحظات لم يفطن لها ,
إنطلق بتسبيحاته , و كل تسبيحة بين تصفيقتي الصاروخين ,
لكني كنت في الجانب الخلفي (الكواليس) , ما زلت أراقب تصفيقات الصواريح منبطحا كما وقعت دونما حراك , و كنت أحمد الله بمعدل 5 مرات للتصفيقة الواحدة , و من شدة الهول لم ألاحظ من الجلباب أثناء مراقبة الصواريخ بحذر شديد إلا بضعة سنتيمترات , من الأسفل عندما إختفى الصاروخان بعد إستدارة مفاجأة بزاوية 45 درجة ليتواريا عن الأنظار بعدها خلف جدار جارنا مخلفان وراءهما طرف الجلباب السفلي المتراقص من قوة التخليف , و ما لبث بدوره أن إختفى مباشرة بعدهما و كأنه ظل تابع مطيع
حينها حركت رأسي إهتزازيا و كأني أفقت من غيبوبة دامت شهرا كاملا
فبدأت الحركة تدب في جسدي و العواطف و الأحاسيس ترجع تدريجيا , فأحسست بحرارة مرتفعة من كثرة ضغط تلك اللحظة , إلا في الناحية الموالية للأرض , و أما الجهة الملاصقة لحائط الدار الشوكي و كأنه شجر النبق , و كأن أسان المناشير إخترقت لحمي من أعلى الرقبة لأخمص القدمين
شعرت بتلك البرودة في الجهة السفلية من الجسد , و ما كدت أفكر في نفس حرف الميم من جملة - ما هاذا ؟ - حتى إستعاد أنفي عافيته , وعادت له الحركة , فجعلت أحركه حركة غيربة غير منتظمة , أشده إلى الأعلى مرتين أو ثلاث متتالية مستنشقا الهواء حتى يصبح كأنف صيني ألهبه حر الشمس , لأطلق سراح حركته بعدها مستنثرا كل الروائح التي إشتممتها ,
يا إلاهي ما هذا ؟ سألت نفسي
و هناك بدأت قصتي في الثلاث ثواني التالية
سأكيها لكم يوما ما إن شاء الله
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته