بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
سلسلة 5
غراميـــــ مسعود ــــات (1)
"الخطّابة" ، امراة وسيط بين اهل العروس و اهل العريس.
مهنة تتطلب حكمة و دهاء، و صبر قوي ، وجهد عضلي، لتحمل "المشاوير"، الدهاب و الاياب بين بيت العريس و بيت العروس
ظلت هده المهنة تحتل مكانة مهمة في المجتمع و كانت مرجع نسبة كبيرة من العائلات التي تهتم بانتقاء افضل شريك او شريكة لأبنائهم وبناتهم، بل وكانت الخطابة بمثابة قاض يتدخل في حل النزاعات بين العريس و عروسه أو بين أهليهما، في حالة خلاف أو طلاق و كثيرا ما كان لها الفضل في منع أبغض الحلال. .
"الخطابة" مهنة لا يمكن وصفها بالمهنة ،الا أنها كانت مورد أموال كثيرة و هدايا متنوعة على من يعملن بها..
اضافة الى الاموال التي يكسبنها من هده المهنة كن يكسبن اجرا عظيما ، ولكن فقط للواتي كانت لهن ناوايا حسنة في جمع شمل أو منع طلاق.
كانت "الخطابات" يتمتعن بعلاقات اجتماعية متنوعة و واسعة، و خبرة عالية تمكنهن من اختيار الزوج المناسب للبنت المناسبة و الزوجة المناسبة للابن المناسب.
هدا كله حين كان الابناء يلتجئون الى ابائهم وأمهاتهم عند الرغبة في الزواج. هدا كان بالأمس
أما اليوم
اليوم في الألفية التانية، لم يعد الابناء يلتجئون الى أحد، لا عند الزواج و لا عند الطلاق، و لم يعد لاسم "الخطابة" وجود في قاموس المجتمع.
حلت مكان الخطابة شاشة حاسوب، لا تطلب اجرا و لا حسنات رغم أنها تقوم بنصف ما كانت الخطابة تقوم به من جمع شمل
أما الفرق بينهما فهو أن الأولى تقف عقبة أمام أي طلاق و التانية تكون سبب طلاق و العياد بالله
أمام هده الشاشة يقضي مسعود ساعات طوال يبحث عن شريكة مستقبل ،
بين العشارات او المئات من اللواتي في صندوقه العجيب ، أُعجب بواحدة، فبدا يُكثر الحديث معها،
من خلال هده الحوارات بينهما تمكن من معرفة اسمها و سنها و مكان سكناها "مدينة"،
بدأ مسعود ينجدب الى الفتاة، و قد كثرت الحوارات بينهما اما هاتفيا او شاتيا" على الشات"
كانت الفتاة دكية و متحفظة في احاسيسها فكانت من وقت لاخر تنادي مسعود ب"أخي" أو تقول له "أعتبرك كأخ لي" ، لكن مسعود يدعي الدهاء مما جعله يجيب في كل مرة "لكني لست أخاك"
و أحيانا أخرى يحاول ان يشرح بأن علاقته معها علاقة صداقة ، ويمكنها ان تتطور،
كان مسعود يستعد و يُعد عقل وأحاسيس الفتاة لاستقبال علاقة تتعدى علاقة الأخوة و الصداقة العادية ، لدا كان يلمح من حين الى اخر بكلمات، حتى يسهل له المراد و يفرش الطريق وردا قبل الطلب،
مرة الشهور،و جاء اليوم المنتظر، حين رافق مسعود فريقه المفضل " معشوقه الوحيد" الى مدينة أخرى، هده المدينة حيث تقطن الفتاة التي تعرف عليها مسعود في النت،
ما ان وصل مسعود الى المدينة حتى هرول مسرعا متصلا بالبنت يسألها موعدا.
تًم الاتصال، و حددا موعدا والتقيا ظهرا، في وضح النهار حيث الشمس تضيء الظلام، و تكشف كل الأسرار
اتفقا على علامات ليتعرفا على بعضيهما
تعرفا على بعضيهما و التقيا و حينها تلقى مسعود صدمة قوية
أنسته نفسه و أنسته طريق عودته، وجعلته يتلتم في الكلام، و يخفي آتر الصدمة و الفاجعة،
الفتاة قبيحة المظهر،أو بمعنى اخر الفتاة ليس جميلة كما كان يتصورها مسعود،
المسكين، أُصيب بخيبة أمل كبيرة، رسم لها صورة جميلة، لكنه وجد غير ما
تصور.
عاد مسعود بعد دلك اللقاء الفاشل يجر أحاسيس حسرة و ندم على كل كلمة جميلة قالها لها.
لم يتمكن من مسحها كليا من صندوقه العجيب، لأنه شخص مؤدب فالتجأ الى الحيلة، و في كل حوار بينها كان يدكرها بانه بمثابة أخ لها و هو يعتبرها بمثابة أخت له، هههههههههههه
هده قصة غرام فشلت قبل ان تبدأ، و قبل ان تنتهي هده القصة بدأت أخرى حين تقرب مسعود من أحدى الأسماء التي يسجنها بين أسلاك حاسوبه
من بين هده الأسماء اسم جميل، اسم لفتاة تبين أنها تقطن في مدينة مسعود و في نفس الحي الدي يقطنه، و تدرس في نفس المدرسة التي تخرج منها مسعود، بل أكثر من هدا، تبين أنها أخت صديق مقرب لأخ مسعود، فرح مسعود فرحا شديدا، لأنه لن يعيش حرب أحاسيس كما سبق و عاش،و لن يحتاج لرسم صورة في مخيلته،
تواعدا و التقيا و تعارفا عن قرب و أُعجبا ببعضيهما ،
فدامت اللقاءات و المكالمات و الحوارات في النت.
و لحسن نية مسعود أخبر أهله بالصُّحبة الجديدة ونواياه الحسنة اتجاهها، رغم تردد الأم و شكها في نجاح هدا الزواج، هدا التردد الدي كان مصدره هو أن البنت لها أصول مختلفة عن أصل مسعود، أصل مسعود الدي يتسم بالتحفظ و الحشمة، رغم هدا التردد الا انها فرحت فرحا شديدا لأن ابنها اخيرا قرر الزواج،
فبدأت كل الحوارت في بيت مسعود لا تخلو عن الحديث عن زواج مسعود و الاستعدادات و كل التفاصيل التي تحذث في مثل هده المناسبات.
أخبر مسعود الفتاة بنواياه اتجاهها وأخبرهاأنه أعلم أسرته بالأمر، وأخبرت الفتاة بدورها امها وكل أفراد عائلتها بنوايا مسعود ،
مسعود يريد الزواج
و ليس كل ما يريده المرء يدركه
فالرياح تجري بما لا تشتهي السفن
مسعود دا نية حسنة، و بما انه ينوي الزواج كان يتحذث في بعض التفاصيل مع خطيبته التي لم تُخطب بعد، و الفتاة بدورها تخبر امها بما أخبرها مسعود،و الأم "ام الفتاة" ليست راضية على أي شيء, فتجيب ابنتها والابنة تخبر مسعود بكلام امها و مسعود يخبر أمه بكلام أم الفتاة، كانت هناك حلقة من الحوارات
بدت بعض خيوط التوتر
اد ان ام الفتاة تقول لابنتها بانها ما زالت صغيرة على الزواج
و تخبرها بانها تحتاج الى مساعدتها المادية، بعد التخرج ، وبعد ايجاد عمل ، هدا ادا وجدته طبعا
في كل مرة تلتقي فيها الفتاة بمسعود تخبره بما أخبرتها أمها و عمتها التي تقطن معها في نفس البيت و تكفلت بتربيتها في حين كانت أمها تعمل موظفة.
و في كل مرة يعود مسعود الى امه يشكي امر" النسيبة" ،التي لم تصبح بعد كدلك.
جن جنون الأم من أقوال وأفكار "الحماة" المستقبلية لابنها، فتبينت خطوط سوداء ستعكر دلك الزواج الدي لم يبدا بعد.
انفجرت الأم في وجه مسعود قائلة كل ما تفكر وكل ما تبين لها من كل هده الشروط التي تخطها "النسيبة"
"هده الأم لن تُزوج ابنتها أحدا، لأنها تريد استغلالها،و تريد الاستمتاع بمالها ادا ما وجدت عملا وأصبحت تملك مالا، هده الام لا تفكر في مصلحة ابنتها و حتى ان فعلت فياويله من سيصبح نسيبها.
.ابني مسعود لا أرى ان هده الفتاة تناسبك ، لانها تحت سيطرة أمها وهدا سيفسد زواجكما مستقبلا، خصوصا ان أمها ليست بنوايا حسنة."
سمع مسعود هده الكلمات لكنه لم يعرها اهتماما و بقي على اتصال بالبنت، و في كل مرة ينزعج مما تخبره البنت من رسائل امها.
دام الحال هكدا لبعض الوقت
و في نفس الوقت كان مسعود يقضي أوقات فراغه عند أفراد أسرة مجاورة فكان يشاركهم اللعب و المرح و الاكل ومشاهدة التلفاز و الخروج الى الشاطئ و كل ما كان يقومون به من أعمال ترفيهية ، برفقة أقارب لهم جاؤوا من دولة أوروبية.
بين هؤلاء الأقارب القادمين من أوروبا فتاة مراهقة، أُعجبت كثيرا بمسعود و طرافة مسعود و تعلقت بمسعود، و اعترفت لمسعود بحبها.
مسعود محتار بين التي يريد الزواج بها و بين التي اعترفت له بحبها
أخبر مسعود المراهقة بانه على علاقة باخرى و يريد الزواج منها، فبكت المراهقة بكاءا شديدا، و لكنها لم تستسلم، وظلت تطارد مسعود.
مرة أخرى شكا مسعود امره لأفراد أسرته،
المسكين لديه معجبتين، وهو محتار
و الاثنتين تبكيان في الهاتف أتناء محاورته
الاولى مناسبة للزواج لكن امها غير مناسبة
و التانية صغيرة السن لدا فهي غير مناسبة للزاج
احتار من يختار
فسأل لعل أحدهم يفيده ، اختلفت الاراء و رفضت الأم الاتنتين، و مسعود متعلق بالاثنتين،
استمرت حيرته مدة طويلة
و في الاخير
اتخد قرارا
ابتعد عن الاولى
و فضل أن ينتظر التانية حتى تكبر
هدا ادا ما لم تظهر ثالثة قبل ان تكبر التانية.
بقلم المتمردة
حكمة القصة
عصفور في اليد أحسن من 10 فوق الشجر
احساس الأم دائما يكون صادقا
وأخرى اترككم لاكتشافها
مع حبي الكبير
وأعطر تحياتي
المتمردة